معظم أدبيات التنمية تجمع على أن التعليم هو قلب التنمية وصلبها وأن نجاح التنمية في أي مجتمع يعتمد كثيرا على نجاح النظام التعليمي في هذا المجتمع والتعليم مفتاح التقدم وأداة النهضة ومصدر القوة في المجتمعات. ويعتبر التعليم والتنمية وجهين لعملة واحدة فمحورهما الإنسان وغايتهما بناء الإنسان وتنمية قدراته وطاقاته من أجل تحقيق تنمية مستدامة بكفاءة وعدالة تتسع فيها خيارات الحياة أمام الناس. ويعتمد اقتصاد المعرفة اعتمادا أساسيا على التعليم وتنمية الموارد البشرية فقد دأبت كثير من الدول المتقدمة على صنع اقتصاد المعرفة بواسطة التنمية البشرية لشعوبها باعتبار الإنسان هو المحرك الرئيسي للتقدم العلمي والتكنولوجي، والاقتصادي، والاجتماعي، والاستثمار في تنمية القدرات الإنسانية والموارد البشرية يكون من خلال التعليم والتدريب. ويهدف هذا البحث إلى دراسة العلاقة بين التعليم والتنمية البشرية ودورهما في تحقيق عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وكذا علاقة التعليم والتنمية البشرية باقتصاد المعرفة، باعتبارهما من الركائز الأساسية لاقتصاد المعرفة.